الضربة الإيرانية...... سيناريو لم يكتمل بعد

04/17/2024 - 12:49 PM

بيروت تايمز

 

 

نرجس فخرى *

 

بينما كان العالم ينتظر يوما دمويا ينذر ببدء صراع مفتوح بين اسرائيل وايران، عقب القصف الإسرائيلى للقنصلية الإيرانية فى دمشق، جاء الرد الإيرانى ليل السبت الماضى وكأنه معروفا بشكل مسبق لتل أبيب وحلفائها، فالجميع كانوا على استعداد للتصدى لوابل الطائرات المسيرة والصواريخ المضادة التى انطلقت من الأراضى الإيرانية نفسها وليس من أحد وكلاء ايران فى المنطقة. الأمر الذى أثار جدلا واسعا فى منطقة الشرق الأوسط وفى العالم.

إذ انقسم المراقبون إلى فريقين الأول يؤكد أن ما حدث هو مسرحية هزلية بإخراج أمريكى. والفريق الثانى يرى أنها الفصل الأخير من حروب الظل التى تتبعها ايران عبر أذرعها فى المنطقة وبداية لفصل جديد من المواجهة المباشرة.

 ويرى الفريق الأول أن الهجوم الإيرانى ما هو إلا مسرحية هزلية أخرجتها الولايات المتحدة أمام العالم.

يستدلون على ذلك بالتصريحات الصادرة عن مسؤولين ايرانيين أكدوا فيها أن ايران ابلغت الولايات المتحدة وبعض من الدول كـ تركيا والعراق بموعد العملية العسكرية قبل تنفيذها ب 72 ساعة، وأكدت ايضا انها لن تستهدف إلا القواعد العسكرية التى أنطلقت منها طائرات ال إف 35 التى شاركت فى الهجوم على قنصليتها فى دمشق تطبيقا لمبدأ الدفاع عن النفس، كما أبلغت الولايات المتحدة انها لن تهاجم قواعدها فى المنطقة.

ووفقا لهذا الفريق فإن الهجوم الإيرانى أعطى لإسرائيل وحلفائها فرصة ذهبية لإسقاط الطائرات المسيرة والصواريخ المضادة قبل دخولها الأجواء الإسرائيلية، فوفقا للإعلام الإسرائيلى، فإن تل أبيب احتاجت لمساعدة من أربع دول، على رأسها الولايات المتحدة، لإحباط أكثر من 90 بالمئة من الهجوم. الذي استمر حوالي 5 ساعات.

كما أن الهجوم مر مرور الكرام فهذا الكم من الطائرات والصوارخ لم يسفر عن أى خسائر مادية أو بشرية تذكر، الأمر الذى جعل قادة اسرائيل يهللون معبرين عن نجاحهم الباهر فى التصدى للهجوم الإيرانى مؤكدين أن القوة العسكرية الإيرانية " حبرا على ورق "وليس كما يصورها قادتهم.

وكان يجب على إيران أن تستخدم كل اسلحتها الهجومية بطريقة مفاجئة لتتمكن من تركيع اسرائيل وإملاء شروطها التى منها اجبارها على وقف عدوانها على غزة، بدلا من الإعلان عن نهاية العملية بعد ساعات من بدايتها دون إحراز أى نجاح على الأرض.

ويضيف الفريق الأول أن الضربة الإيرانية عكست الدعم الدولى لتل أبيب وأدت على لملمة الداخل الإسرائيل لمصلحة نتنياهو، وقد تنجح فى تشكيل تحالف دولى يفرض المزيد من العقوبات على الجمهورية الإسلامية.

أما الفريق الثانى فيرى أن الضربة الإيرانية التى استهدفت اسرائيل وانطلقت مباشرة من الأراضى الإيرانية لأول مرة منذ الثورة الإسلامية فى ايران عام 1979 أنهت مفهوم " حروب الظل" وفتحت بابا جديدا مفهومه " الردع المباشر ".

وإلا فلماذا لم تلجأ ايران إلى ضرب اسرائيل من خلال أى ذراع من اذرعتها فى المنطقة سواء من سوريا أو العراق أو لبنان وغيرهم. فطهران أرادت أن ترسل رسالة لإسرائيل والعالم أجمع مفادها " أنا استطيع الوصول للعمق الإسرائيلى وأستطيع الهجوم المباشر ولكنى لا أريد حربا شاملة فى المنطقة ".

ويضيف هذا الفريق فيقول حتى لو تم ابلاغ الولايات المتحدة بالضربة فيكفى انها سمحت بها لتعطى ايران فرصة امام الحرس الثورى والداخل الإيرانى لحفظ ماء الوجه، كما ان الضربة تسببت فى استنفار عام ليس لمنظومة الدفاع الجوى الإسرائيلى ولا للمواطنيين الإسرائيليين الذين اجبروا على النزول للملأجئ وإنما للقادة الإسرائيليين والزعماء الغرب.

فوفقا للصحف الغربية، قطع الرئيس الأمريكي جو بايدن عطلته وذهب إلى غرفة العمليات ليتابع مع مسؤولى الإستخبارات الأمريكية الوضع عن كثب.

ويقول هذا الفريق ان هذه الساعات القليلة من القصف سببت إرباك لمعظم دول العالم.

وسواء كان الرأى الأول هو الصحيح أو الرأى الثانى، فهناك حقيقة لا يمكن اغفالها ألا وهى ان المواجهة المباشرة بين الطرفين باتت قريبة جدا. خاصة وإن اسرائيل لم تتمكن بمفردها من اسقاط طائرات وصواريخ ايران بل ساعدتها فى ذلك 4 دول على رأسها الولايات المتحدة.

وهنا يبقى السؤال ماذا لو تعرضت ايران لهجوم مباغت من ايران، هل ستتمكن وقتها من التصدي له بمفردها؟. 

 

صحفية وعضو نقابة الصحافيين المصريين

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment