الاهتمام بالمناخ واضح

12/06/2023 - 11:20 AM

بيروت تايمز

 

بقلم الدكتور لويس حبيقة

 

مؤتمر COP28  في دبي أعاد إلى الواجهة الاهتمام العالمي بالمناخ.  سابقا ازداد الاهتمام ليس فقط نتيجة الوعي الثقافي لأهمية نظافة البيئة وتأثيرها المباشر على حياتنا، وأنما للتغير السلبي الواضح في نوعية الحياة.  نكتشف كل يوم أمراضا جديدة أو قديمة تتجدد بسبب سؤ النظافة أو الاهمال في الشوارع والصناعات الغذائية وحتى المنازل.  ما نراه عالميًا من انتشار للفئران والحشرات مثلا في أهم المدن كباريس ونيويورك وغيرهما هو نتيجة للاهمال وعدم القيام باجراءات النظافة التي أصبحت مكلفة أكثر مع الحرب الأوكرانية ودمار غزة.  المدهش أن معايير النظافة لم تدخل بعد كعنصر أساسي في التنافس الانتخابي في أعرق الدول.  ما يهم المواطن أكثر هي تحديات الهجرة واللاجئين والتضخم والأمن وتوافر الغذاء وغيرها ويهمل شروط تطبيق النظافة التي لا تقل أهمية.

كلنا نتألم من اشتداد الحرارة وقلة المياه وازدياد مصائب الطبيعة وتلوث الهواء وغيرها من المؤشرات الخطيرة.  نتألم عندما نسمع أن هنالك قادة عالميين لا يهتمون بالتردي المناخي دون تفسير منطقي أو علمي.  ما قاله الرئيس الأميركي السابق ترامب كما الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو مؤلم تجاه شعوب بلادهم قبل غيرهم، حيث تجاهلوا خطورة الموضوع خاصة على المدى البعيد. 

مع الرئيسين بايدن ولولا، بدأ تنفيذ الاصلاحات والسياسات المناخية بسرعة ودون حجج مالية أو ادارية.  أما التوجه نحو تقسيم الاقتصاد العالمي أي التحرك الحاصل ضد العولمة، فيضر بالسياسات البيئية لأن أي مقاومة ناجحة للتلوث لا بد وأن تكون مشتركة بين دول ومؤسسات قوية.  تشرذم السياسات وتأجيل اتخاذ القرارات المشتركة وعدم تنفيذها سوية تضر كلها بالجميع.

قمم المناخ التي انعقدت في العقود الماضية كانت مبدئيا ناجحة ليس فقط بسبب جمعها لأهم قادة العالم، بل لأنها أخذت قرارات وتوصيات شجاعة يجب أن تنفذ ضمن البرنامج الذي وضع.  القرار الأهم الذي اتخذ في مؤتمر مصر مثلا كان تأسيس صندوق لمساعدة الدول الفقيرة أو للتعويض عن الأضرار لما يسمى بـ "ضحايا المناخ" أي الدول النامية التي تتنشق التلوث المستورد. 

اتخذ قرار مساعدة الدول الفقيرة المتضررة صحيا وتنمويا واقتصاديا من التلوث الذي تسببه دول أخرى خاصة الصناعية الغنية.  أخذ القرار الكثير من النقاش والتردد لكنه أقر في النهاية.  ممثلو 24 دولة قادرة اجتمعوا ليضعوا الخطوات التنفيذية للصندوق أي الشكل وحجم الأموال والتوقيت ومن يساهم به ويديره وكيف تكون آليات العمل وأين تصرف الأموال والبرنامج الزمني للتنفيذ الجغرافي والقطاعي وغيرها من الأمور العملية.  تكمن المشكلة في أن الأموال لم تأت مما يشير الى عدم اهتمام الدول الملوثة عمليا بأوضاع الضحايا.

من أهم الخطوات التي ينتظرها العالم اليوم هي تفعيل الصندوق وتمويله كي تتم معالجة التلوث المضر بالانسان.  هنالك اليوم تحديات دولية كبيرة تواجه العالم لكنها ليست أهم من المناخ المؤثر على صحة أجيال المستقبل. 

الخطابات والمناشدات في دبي كانت بليغة، الا أن العبرة هي في حسن التنفيذ.

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment